قصة سيدنا ابراهيم الجزء الثانى
قصة سيدنا ابراهيم الجزء الثانى
( عليــــه الـســلام )
متابعين الكرام كما هذا الجزء هو تكملة قصة سيدنا ابراهيم ( عليه السلام )
نتابع معنا باقي قصص سيدنا اراهيم
قصّة سيدنا إبراهيم مع النمرود
اعتمد إبراهيم -عليه
السلام- في نقاشه مع الكفّار أسلوب نقاشٍ يعتمد المناظرةَ؛ حيث ناظر النمرود؛ وهو
ملك بابل، وكان جبّاراً مُتمرِّداً مُدَّعِياً للربوبيّة.
وقد وردت مناظرته إيّاه
في سورة البقرة، حيث قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ
فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ
الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
إذ
استدلّ إبراهيم -عليه السلام- على وجود الله بالمشاهدات التي حوله من الكون؛ من
موت، وحياة، فرَدّ عليه النمرود أنّ بإمكانه أن يأتيَ برجُلَين حُكِم عليهما
بالقتل؛ فيقتل أحدهما، ويعفو عن الآخر، فيكون بذلك قد أمات الأول، وأحيا الثاني.
وهذا خارج عن مقام المناظرة، إلّا أنّ إبراهيم -عليه السلام- ألجمَه حين ضرب له
مثلاً بالشمس التي تُشرق من المشرق، وتحدّاه أن يأتيَ بها من المغرب إن استطاع،
ولكنّ النمرود كان أضعف من ذلك، فبُهِت، وسكت.
قصة إبراهيم مع الملائكة
وردت
قصّة لقاء إبراهيم -عليه السلام- مع الملائكة في القرآن الكريم في عدّة مواضع؛ حيث
جاءه الملائكة زائرين مُبشِّرين، ومن حُسن إكرامه للضيف، سارع وجاءهم بطعام
يأكلونه.
وحين امتنعوا عن الأكل شعر -عليه السلام- بالخوف، والريبة منهم، فأخبروه
أنّهم رُسُل الله -تعالى- إلى قوم لوط الذين حقّ عليهم عذاب الله -تعالى-، فراجعهم
إبراهيم في ذلك؛ لأنّ فيهم لوطاً -عليه السلام-، وأهله.
وهم مؤمنون، فبشّروه
وزوجته بدايةً أنّ الله سيرزقهم إسحاقَ -عليه السلام-، ومن بعد إسحق يعقوبَ -عليه
السلام-، فسكن قلبه، واطمأنَّ لهم، ثمّ عاد يجادلهم في عذاب قوم لوط.
فرَدّوا عليه
بأنّ هذا أمر الله -تعالى-، فقُضِي الأمر، وانتهى الجدال.
قصة إبراهيم والطيور الأربعة
ورد في القرآن الكريم الكثير ممّا يدلّ على قدرة الله -عزّ وجلّ- على
البعث، ومنها ما ورد في قصّة إبراهيم -عليه السلام-؛ فقد طلب من الله -سبحانه- أن
يُرِيَه كيفيّة إحياء الموتى، فعلى الرغم من أنّه كان مُؤمناً بذلك تمام الإيمان،
إلّا أنّه أراد أن يطمئنّ قلبه بالأدلّة اليقينيّة.
قال -تعالى- في كتابه الكريم:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)، فأمره الله
-تعالى- أن يأخذ أربعة طيور، ويمزّقها، ويخلط أجزاءها معاً، ثمّ يجل كلّ جزء من
هذه الأجزاء على جبل.
وأمره بعد ذلك أن يدعوها إليه، ففَعَل -عليه السلام- ما أمره
الله به، فجاءته الطيور وقد عادت إلى ما كانت عليه من الصورة، والحركة، والحياة.
قال -تعالى-: (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ
يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
هجرة
إبراهيم عليه السلام
ذكر الله -سبحانه- هجرة إبراهيم في ثلاثة مواضع من القرآن؛
حيث قال على لسان إبراهيم: (وأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ
اللَّهِ)، وقال: (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي)،
وقال:
(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا
لِلْعَالَمِينَ)،
وفي ما يأتي بيان الهجرات الثلاث
هجرة إبراهيم إلى الشام
خرج إبراهيم -عليه السلام- بنفسه، وزوجته سارة، وابن أخيه لوط -عليه السلام- إلى
بلاد الشام، وقِيل إنه نزل حرّانَ فارّاً بدينه يدعو إلى الله، ويعبده، فأقام فيها
مدّة، إلّا أنّ هذه البلاد تعرّضت للقحط، والجوع، فارتحل -عليه السلام- وأهله إلى
مصر.
هجرة إبراهيم إلى مصر
خرج إبراهيم -عليه السلام- من أرض الشام إلى مصر
برفقة زوجته سارة، وحين علم ملك مصر آنذاك بقدوم إبراهيم ومعه امرأة حَسنة جميلة،
بعثَ في طلبها؛ ليتزوّجها، وكان هذا الملك يأخذ نساء الرجال غصباً، فأخبره إبراهيم
بأنّها أخته،
فحاول الملك أن يلمس سارة، فلم يستطع؛ إذ تحجّرت يداه، فطلب منها أن
تدعوَ الله أن يعيدهما إلى ما كانتا عليه، ففعلت، وكرّر فعلته مرّة أخرى،
فلمّا
تحجّرت يداه مرّة أخرى، طلب منها أن تدعو له، فدعَت له، فأُطلِقت يداه مرّة
أخرى، ثمّ أعطى لها هاجرَ؛ لتخدمَها.
هجرة إبراهيم إلى مكّة
أهدَت سارة
زوجها إبراهيم -عليه السلام- هاجر الجارية؛ ليتزوّجها، فحملَت منه، وأنجبَت نبيّ
الله إسماعيل -عليه السلام-، ولأنّ سارة كانت عاقراً فقد غارت من هاجر، فأخذ
إبراهيم هاجر وابنها،
وخرج بهم إلى الشام، ثمّ إلى مكّة المُكرَّمة وتركهم هناك،
ثمّ عاد، وحين نفد ما كان عندهم من الماء والطعام،
صار طفلها يتلوّى من شدّة
العطش، وطفقت هاجر تسعى بين جبليَن، وهما ما يُعرَفان بالصفا، والمروة، وتدعو
الله، فأتاها جبريل بعد أن أنهَت سبعة أشواط عند موضع زمزم، وفجّرَ لها بأمر الله
ماء زمزم، فجعلت تحوطه بيدها، ومرّت السنين وإسماعيل وهاجر في مكّة.
ولمّا كبر
إسماعيل -عليه السلام-، وبلغ أَشدّه، رأى إبراهيم -عليه السلام- في المنام أنّه
يذبحه، فامتثل أمرَ الله، وأخبر ابنَه برؤياه، فامتثل الآخر لأمر الله، وحين وضعه
على الأرض، وأمسك السكّين؛ ليذبحَ ابنه.
أنزل الله ذِبحاً عظيماً؛ فداءً له؛ إذ لم
يكنِ القصد إزهاق روح إسماعيل، بل كان ابتلاءً من الله لهما؛ ليرى إخلاصهما،
واستسلامهما لأوامره.
بناء إبراهيم الكعبةَ مع ابنه إسماعيل
بيّن الله -تعالى-
لإبراهيم وإسماعيل أساسات البيت الحرام التي كانت قد دُفِنت في الأرض منذ وقت
طويل،ثمّ أمرهما ببناء الكعبة المُشرَّفة؛ فكان إسماعيل يجمع الحجارة، ويأتي
بها إلى أبيه الذي كان يرفع البناء.
فلمّا ارتفع البناء وضعَ إبراهيم حجراً ووقف
عليه، وقد عُرِفَ هذا المكان ب(مقام إبراهيم).
وتجدر الإشارة إلى أنّهما -عليهما
السلام- كانا يبنيان الكعبة، ويدعوان الله -تعالى- ويقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ
مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
وقد طهّرا البيت ممّا لا
يليق به من النجاسات، والقذارات؛ امتثالاً لأمر الله؛ ليكون مكاناً مناسباً
للصلاة، والعبادة، ودعَوا الله أن يجعل من ذريّتهما أمّة مسلمة مُوحِّدة لله لا
تُشرك به شيئاً، فاستجاب -سبحانه- لهما،
وجعل في ذُرّية العرب من نَسل إسماعيل
أمّة مُوحِّدة، كما بعث من ذُرّيته محمد -صلّى الله عليه وسلّم-
حيث ورد في قوله
-تعالى-: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً
مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
لقد قمنا بجمع وكتابته على قدر استطاعتنا
فما من توفيق فمن الله
وما من خطاء او نسيان فمني ومن الشيطان
أضف تعليق