قصة نبي الله سليمان عليه السلام كامله
قصة نبي الله سليمان
( عليه السلام كامله )
نسب سليمان عليه السلام
قال الحافظ ابن عساكر: هو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عمينا داب بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبي الربيع نبي الله بن نبي الله.
جاء في بعض الآثار أنه دخل دمشق، قال ابن ماكولا: فارص بالصاد المهملة، وذكر نسبه قريبا مما ذكره ابن عساكر.
تعريف سليمان عليه السلام
كان عليه السلام كثيف
الشعر وأبيض اللون، يحبّ ارتداء الملابس البيضاء، أورثه الله تعالى الملك وهو في
الثانية عشر من عمره، وميّزه عن أقرانه بالحكمة والذكاء والفطنة والسياسة والتدبير
والعدل وحسن القضاء.
حتى كان سيدنا داوود عليه السلام يأخذ رأيه في العديد من القضايا
المهمة على الرغم من صغر سنّه، ذكر سيّدنا سليمان في القرآن الكريم في 16 آية من
ضمن 7 سور تدلّ على حكمته وذكائه وملكه العظيم.
لقد ورد ذكر قصّة سيّدنا سليمان عليه السّلام في القرآن الكريم في عدّة
سور.
قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ:
أنبأنا علي بن حمشاد، حدثنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا علي بن قدامة، حدثنا أبو جعفر
الاستوائي، يعني محمد بن عبد الرحمن، عن أبي يعقوب العمي، حدثني أبو مالك قال:
مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون
ما يقول؟
قالوا: وما يقول يا نبي الله؟
قال: يخطبها إلى نفسه ويقول: زوجيني، أسكنك أي غرف دمشق شئت.
قال سليمان عليه السلام: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن
يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب.
رواه ابن عساكر، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن البيهقي به
وقال ابن كثير:" ورثه في النبّوة والملك دون المال، لأنّ مال
الأنبياء لا يورّث وما تركوه صدقة، وقد خصّه الله تعالى بأشياء قصّها علينا القرآن
الكريم،
منها أنّ الله تعالى علمه منطق الطير... وملكه على الإنس والجنّ والطير...
قال الله تعالى:" وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ
وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ "، النمل/17 ".
قال الله سبحانه وتعالى:"
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ* وَالشَّيَاطِينَ
كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ* وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ* هَذَا عَطَاؤُنَا
فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ* وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ
مَآبٍ "، ص،
وقد عاش سليمان عليه السّلام قرابة الاثنين وخمسين عاماً، وكان ملكه
أربعين عاماً، وقد نقله ابن كثير في قصص الأنبياء عن الزّهري وغيره، وقال ابن جرير
كان عمره نيفاً وخمسين سنةً.
قصة سليمان مع النمل
ذات يوم كان سيدنا سليمان يتقدم جشه وفى طريقه سمع صوت نمله تقول لأصدقائها
من النمل احتموا فى بيوتكم و ابتعدوا عن طريق سليمان وجيشه خَشية أن يدمرنكن سليمان
وجنده دون أن يشعروا بكم قال تعالى (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ
نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
فابتسم سيدنا سليمان ضاحكاً مما تقوله النمله
وكيف أن الله علمه لغة الطير والحيوانات ثم دعا الله شاكراً له كل هذه النعم الجليلة
التى اختصه الله سبحانه وتعالى وفضله على
سائر عباده بها (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن
قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ
عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ
فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
والمقصود أن سليمان عليه السلام فهم ما خاطبت به تلك النملة لامتها من الرأي السديد، والأمر الحميد، وتبسم من ذلك على وجه الاستبشار، والفرح والسرور، بما أطلعه الله عليه دون غيره،
وليس كما يقوله بعض الجهلة من أن الدواب كانت تنطق قبل سليمان وتخاطب الناس، حتى أخذ عليهم سليمان بن داود العهد، وألجمها فلم تتكلم مع الناس بعد ذلك
قصة سليمان مع الهدهد
لاحظ سيدنا سليمان ذات يوم وأثناء تفقده جيشه أن الهدهد غير موجود وأنه
قد غاب دون علم أو إذن مُسبَق منه.
فاقسم سيدنا سليمان بأنه إذا لم يأت بعذر يبرر به
سبب غيابه سوف يعذبه عذاباً شديداً أو يذبحنه يقول تعالى ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ
مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ* لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً
شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾ ،
وبعد فترة
عاد الهدهد ، فسأله سيدنا سليمان عن سبب تأخره؟ فحكى له الهدهد ما رآه فى مملكه سبأ
وأن هؤلاء القوم يعبدون الشمس من دون الله
وتحكمهم امرأه تسمى بلقيس ولها مُلْك وعرش
عظيم. فأردت أن أتقصى عن جميع أخبارهم كى أُعْلِمك بها.
رسالة سليمان إلى ملكة سبأ وهديتها
أراد سيدنا سليمان أن يتأكد من صدق كلام الهدهد ،فأرسله برسالة إلى ملكه
سبأ ، وأمره أن يلقيها عليها وأن ينتظر ماذا تفعل.
وكان الرسالة مفادها أن يأتوا سليمان
مسلمين موحدين لله وحده لا شريك له يقول تعالى ﴿ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ
مِنَ الْكَاذِبِينَ *اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ
عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴾.
فلما قرأت الرساله اجتمعت مع كبار مستشاريها
وقرأتها عليهم وطلبت منهم أن ينظروا ماذا سوف يفعلون ، فكان ردهم أنهم أصحاب قوة وبأس
وأنهم على استعداد لمحاربه سليمان وجنده
ولكن الملكة كان لها رأى آخر حكيم ألا وهو
إرسال هدية لسليمان بها تستكشف وتستطلع مدى قوة جيشه عن طريق رُسلها ، وبعدها سوف تقرر
موقفها من كِتَابه.
فلما وصل رُسل الملكة بلقيس إلى سيدنا سليمان رأوا العجب العجاب ، فقد
رأوا جيشاً عظيما من الانس والجان والحيوانات مما أثار دهشتهم واستغرابهم .
وكذلك رأوا
مملكه عظيمة وحينها علموا أن كل ما يملكون من غنى وثراء وقوة وعرش مملكتهم لا يساوى
شيئاً فى مُلك سليمان فأحثوا بصغر هديتهم وعندما هموا يقدمونها لسيدنا سليمان .
رفضها
سيدنا سليمان وتوعدهم بالحرب والهلاك إذا لم يأتوه مسلمين موحدين بالله ، فلما رجع رُسل بلقيس أخبروها بما رأوا وأنهم لن
يستطيعوا التصدى لسليمان وجنوده واقترحوا عليها أن تذهب إليه بنفسها.
عرش ملكة سبأ
فقررت الملكة بلقيس أن تذهب لسيدنا سليمان وعندما علم سليمان بمجيئها
قرران يأتى بعرشها إلى مُلكه لأنه قد علم أن عرشها هو أعجب شئ فى مُلكها حتي تشاهد
مظاهر
قوته لأن الملكة بلقيس تركت عرشها محاطاً بالحرس ومُغلق الأبواب ومحاط بالجنود
، فأمر سليمان عليه السلام جنوده بأن يأتوه بعرش ملكة سبأ وأمرهم بالتغير من بعض معالمه
ليمتحنها في قدرتها علي معرفة ذلك ،
فحين رأته ملكة سبأ قالت كأنه مُلكي لأنها استبعدت
تماماً من أن يكون عرشها لأنها تركته محاطاً بالجنود والحراس والأبواب المغلقة ولبعد
المسافة بين وجودها في مُلك سليمان ومملكتها مما يؤكد لها صعوبة نقله ،
فسألها سليمان
عنه فقالت له بأنه يشبه عرشها كثيراً في أرضه من البلور الذي يجري من تحتها الكثير
من الأسماك ولكنها تأكدت من أنه عرشها وتأكدت من نبوه سليمان
وصدق رسالته لأستطاعته
علي نقل عرشها الذي لا يستطيع أحد علي فعل ذلك فأمنت هي وقومها بسليمان وتبرأت مما
كانت عليه .
لقد قمنا بجمع وكتابته على قدر استطاعتنا
فما من توفيق فمن الله
وما من خطاء او نسيان فمني ومن الشيطان
أضف تعليق